22‏/10‏/2008

المنقبة و الطفلة و التحرش

صدفة أن يحدث لي هذان الموقفان في اليوم الذي تم الإعلان فيه عن حكم محكمة مصرية بالسجن المشدد3 سنوات لسائق تحرش بمصرية لم تسكت عن حقها و أبلغت الشرطة!

الموقفان كان مسرحهما في أتوبيس للنقل العام...
الموقف الأول في طريق ذهابي للكلية.. حيث استقليت ذلك الأوتوبيس الذي امتلأ روديا رويدا حتى تلاصق الجميع دون فارق بين ذكر أو أنثى !!
مايدهشني في الأمر السيدات - و ليس الآنسات - اللاتي لا يهمهن أي تلامس مع الجنس الآخر و الأهم عندهم هو ركوب الاوتوبيس للذهاب للمكان الذي يقصدونه...تركب السيدة- التي غالبا ما تكون من الحجم الكبير- و هي تعلم تماما أن السيارة ممتلئة ... لكنها تركب و هي تنوى نية خالصة أن تجد لنفسها مكان و لو اضطرت لدفع و جذب كل من يقف في طريقها!
الموقف أنني كنت أقف بصعوبة و بجواري كرسي جلست عليه فتاة محجبة..و بالطبع أتفادى أي تلامس أو حتى اقتراب غير مقصود منها منعا لأي إحراج..و على يساري كانت تقف فتاة أخرى و تعاملت معها بنفس الطريقة بالطبع...و وسط هذا كله صعدت إلى السيارة سيدتان و بعد اقتحام الأوتوبيس و اختيار المكان المناسب للوقوف....بدأت بعض الكراسي تفرغ من الجالسين عليها فحدثت مجموعة من الحركات الفجائية من إحدى السيدتين و التي كانت منتقبة و دفعتنى مرة بجنبها و مرة بظهرها و أنا أحاول التماسك ... لكن بلا فائدة...فكانت الضربة القاضية التي جعلتني أضرب على زجاج النافذة بقوة نتيجة للدفعة و بالطبع اصطدمت بالفتاة الجالسة على امامي....لم أفعل شئ سوى أن تمتمت ببعض الكلمات و انا تحت تأثير الصدمة....الصدمة في تلك المرأة التي لا أعلم لماذا ترتدى النقاب أصلا و هو في الأساس لزيادة حماية المرأة و إعطائها المزيد من الخصوصية و الوقار!! الصدمة من سيدة يوجد مثلها الكثير اللاتي لا يعتبرن أصلا التلامس مع الجنس الآخر بهذه الصورة خطأ أو غير طبيعي!!.. الصدمة من كم الهمجية الذي وصل إليه البعض بهذه الصورة الغريبة!! ربما يكون مفهوم إذا كانت هذه المرأة مضطرة لركوب أتوبيس مزدحم .....لكن ماذا إذا لم تكن مضطرة و يمكن لها الانتظار؟؟


الموقف الثاني حدث في طريق عودتي للمنزل و كان معي صديق و وقفنا نحن الاثنين في الأوتوبيس الذي ازدحم مع الوقت...كان يقف هو و أمامه تجلس طفلة في الصف الابتدائي أو يمكن أن تطلق عليها طفلة..و كانت تجلس بجانبها والدتها و خلفها والدها....كنا نتحدث و يبدو أنه مع اهتزازات الاوتوبيس لم ينتبه صديقى للجالسة أمامه فكان يقترب منها و ربما لمسها للحظات عن دون قصد...و يبدو ان الأم "الواعية" انتبهت فنبهته لذلك فاعتذر.....بعد قليل تكرر الأمر لكن من الوالد "الحمش" و كان بصورة أعنف من الأم .. فحاولت أنا و صديقي الابتعاد عنهم تماما لتجنب أي صدام.

انتهى...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق