
لا أدري ماذا أسميهم....أو بماذا أصف حالتهم تلك...هل هي عقدة نقص و محاولة لإثبات التفوق بإجادة لغة أجنبية؟ أم هو مجرد تقليد أعمى؟؟ أم أن هناك سبب منطقي و مقنع لما يفعلون؟؟
أتحدث عن ذلك الرجل الذي يطلق على المتجر الذي يمتكله اسما اجنبيا -غالبا إنجليزيا- و فوق ذلك ربما يكون غير مصحوب بأي اسم عربي ! هل هو نوع من جذب السياح و الاجانب؟.....لا أعتقد أن كل بقعة من أرض مصر تعتبر مقصد للسياح إلى الدرجة التي تسمي أكشاك السجائر بأسماء أجنبية! و لا أتخيل أن يقوم اجنبي بحلاقة شعره في صالون حلاقة لمجرد أن اسمه "super star لحلاقة"!!
أنا لا أذكر ذلك لتضحك أو تتعجب..
تأمل في حياتك..فربما تجد أن والدك أو خالك أو عمك أو شقيقك أو صديقك تنطبق عليه تلك الأوصاف....
أدعوك إلى سؤله عن سبب ذلك و أتوقع أنك لن تجد أي إجابة منطقية!
أتحدث أيضا عن 90% من مستخدمي الإنترنت في مصر خاصة الشبابا منهم..و تلك "الإفتكاسة" المسماه بالفرانكوآراب أو كما أسميها .. "الهيروغليفية الحديثة"!
تلك اللغة لمن لا يعلم هي استخدام الحروف الإنجليزية في كتابة اللغة العربية بل و أضيف على ذلك استخدام بعض الأرقام الإنجليزية أيضا في كتابة حروف عربية معينة مثل استخدام رقم 3 في الإنجيزية لكتابة حرف العين!
عندما سألتهم عن سبب استخدام هذه اللغة كان الرد ينحصر في الآتي...
أحدهم قال"هذه لغة الإنترنت"......فقط؟؟ هل هذا هو السبب ؟! لا أفهم..هل معنى ذلك أنه لا يمكن استخدام لغات اخرى؟؟ هل يستخدم الاجانب هذه اللغة؟؟
رد آخر كان "لأنها أسهل في الكتابة"......كيف ذلك؟؟ كيف تكون أسهل من اللغة التي تقرأها يوميا في الكتب الدراسة أو الأورق و الوثائق في العمل أو في الصحف و المجلات ؟؟ كيف تكون أسهل من لغة امامك ..تتحدث بها..؟
هذا الذي يقول أسهل يتكلم عن سبب استخدامه لتلك اللغة الآن لكن سؤالي هو..لماذا استخدمتها في الأصل؟ ربما تقصد أنها أسهل لأنك تعودن عليها لكن لماذا أقبلت عليها من البداية؟؟
أعتقد أن الحكاية تتلخص في التقليد الأعمى و اتباع من يريدك ان تتبعه دون ان تشعر..لن أقول انها نظرية المؤامرة و أعداء الوطن والمتربصين بنا....سأقول انه مختل عقليا..فارغ الذهن..اخترع هذه اللغة فقلده الآخرون دون أي تفكير...مثل ذلك أيضا ظهور أغنية معينة و انتشارها بسرعة رهيبة ثم اختفائها بعد بضعة أسابيع ..مجرد موضة يتبعها الناس في سلسلة من التقليد الاعمي ...
ما يزيد الامر "خيبة" هو عدم إجادة هؤلاء "المساكين" لتلك اللغات...فلا يجيدون اللغة الإنجليزية و تمتلئ كتاباتهم بالأخطاء اللغوية الفاضحة...و أيضا لا يجيدون الهيروغليفية الحديثة و يكفي أن أقول أنه يمكن أن يكتب أحدهم إسلام هكذا ((aslam لمجرد أن هناك همزة في بداية الكلمة و طبعا الفارق واضح بين إسلام و أسلام...و قس على ذلك الكثير من الأخطاء المستفزة!
و في الوقت الذي نبتدع فيه لغات جديدة أراها معقدة ولا فائدة منها إطلاقا...أجد أم كبرى الشركات العالمية تهتم بوجود اللغة العربية في منتجاتها..في اجهزة التليفون و التليفزيون و غيرها من المنتجات! بل أيضا تقوم مواقع الإنترنت الكبرى مثل مايكروسوفت و جوجل و فيس بوك بتوفيير اللغة العربية كلغة أساسية للموقع لتوفير أحسن خدمة للمستهلك العربي!
و على ذكر الهاتف المحمول ..كثير من المصريين أيضا تكون اللغة الأساسية على المحمول الخاص به هي الإنجليزيةو عند سؤالي عن السبب كان الرد "لأن الانجليزي شكله احلى" !!!لا تعليق.
ما دفعني للكتابة في هذا الموضوع عدة أسباب اهمها..
كرهي التام لمسألة التقليد الأعمي و القيام بأي فعل او تبني أي فكرة بلا سبب
و أيضا أن احد أهم مقومات تقدم الأمم هو نشرها لثقافتها الخاصة بما يعود بالنفع على كل المجالات..و يكفي ان أعطى مثال بهوجة المسلسلات التليفزيونية التركية و مدى إقبال العرب على معرفة المزيد عن هذه الدولة..بل و قيام الكثير منهم بزيارتها في زيارات سياحية بل و امتلاك منازل هناك! و الدعاية الكبيرة للفن التركي بدعوة النانين الاتراك لمهرجاناتنا السينمائية العربية!
دورنا الآن أيها الشباب العربي ...أن ننشر تلك الثقافة و تلك اللغة بين الناس. في العالم اجمع..و هذا موضوع كبير لن نتطرق له قبل أن ننشر ثقافتنا بيننا أولا !
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق