إلى متى سنظل أمة كلام فقط...نشكو همومنا كل يوم..نلعن في أحوال البلد..نشير على هذا ونقول انه فاسد و نشير على ذاك و نتهمه بالسلبية و عدم الوطنية..كلنا أساتذة في الكلام...نقول ان الحكومة هي المشكلة..او نقول ان الشعب الساكت عن هذه الحكومه هو المسؤول...كل واحد فينا هل سأل نفسه ماذا فعل من أجل هذا الوطن...ماذا فعل على المستوى الشخصي بحيث يساهم في اي تقدم في مصر.؟؟..ماذا يفعل على المستوى الاخلاقي..؟؟.
هل المسؤول أو الوزير او حتى رئيس الجمهورية مخلوقات قادمة من المريخ...طبعا لا..كلهم مصريين...كانوا مواطنين و اصبحوا حكام مسلط عليهم الأضواء..إذن المشكلة في كل فرد..كل واحد فينا لو بدأ بنفسه و حاول يتغير في كل حاجه .. وحاول ايضا اقناع واحد غيره بالتغيير هتفرق كتير...تعالوا نبدأ باالأشياء البسيطة في حياتنا اليومية...سلوكياتنا اليومية....كل واحد منا يتأمل ماذا يفعل منذ أن يستيقظ إلى العودة إلى المنزل و النوم
بعد ارتدائك لملابسك و الخروج من المنزل...إذا كنت تمتلك سيارة...كيف تتعامل مع بدائيات قواعد المرور..استخدام الاشارات...الالتزام بالحارة المرورية ..هل تترك السيارة في أي مكان دون مراعاة لعرض الشارع او تأثير مكانك على المرور...و إذا كنت تركب مواصلات عامة...ما رد فعلك تجاه مدخن للسجائر في الميكروباص او الاوتوبيسهل ستطلب منه التوقف أم ستسكت و تقول (و انا مالي..اشمعنا انا))؟؟؟ و هل اذا طلبت منه ذلك.. تستخدم اسلوب اللين و التسامح ام اسلوب عنيف عدوانيو اذا كان السائق يقود بتهور هل تنبهه ام تسكت و تقول و انا مالي؟؟..لو رأيت راكب يعبث بمحتويات الأوتوبيس .. او يخربها هل ستتطلب منه التوقف عن ذلك ام ستتركه و تعود تسخر بعد ذلك من تهالك المواصلات العامة و عدم آدميتها؟؟؟...و ماذا ستفعل إذا لاحظت شخص يلقى بأي شيء من نافذة الأوتوبيس أو السيارة...هل ستسكت ؟؟هل ستسكت و تقول البلد مقرفة و الزبالة في كل مكان؟؟تخيل لو كل واحد من ال 75 مليون رمى ورقها مقاسها 2سم*2سم مش اكتر!!...طبعا لازم الشوارع تبقى مقرفة!!....طيب قبل ما تركب الاوتوبيس....و انت واقف منتظر...هل تقف على الرصيف ام في الشارع بعيدا عن الرصيف بثلاث امتار؟؟؟....لماذا تقف في الشارع اذا كان هناك رصيف...ام انك تظن ان الرصيف له استخدام آخر؟؟!ألا تعتقد ان وقوفك فوق الرصيف سيسهل من الحركة المرورية؟؟هل تتعجب من كلامي؟صدقني مشكلة المرور في مصر هي مشكلة تراكمات لأفعال صغيرة جدا من المشاة و قائدي السيارات؟..هي سلسلة طويلة من الأخطاء التي تتراكم فتولد أزمة مرورية حادة...طبعا في غياب العقوبات الصارمة على أي مخالف!
بعد وصولك لمكان عملك..هل تصل في الموعد المحدد أم انك وصلت متأخرا متحججا بالزحام؟؟ و إذا كنت تعرف أحوال بلدك و تعرف أحوال الطرق و زحامها ... هل اهتممت بالنزول مبكر حتى تتفادي التأخير بسبب الزحام؟؟
إذا وصلت متاخرا...هل تجد من يعاقبك؟ هل تجد من يمنعك من تكرار هذا التاخير ؟ أم تجد من يجاملك و يتغاضى عن تأخيرك و لا يخبر رؤساءك؟ بعد إنهاء إجراءات الحضور و الغياب تلك..هل تتوج مباشرة إلى مكتبك و تبدأ العمل باجتهاد أم تمر على الزملاء فرد فرد فتلقي علييهم التحية و تتبادل الضحكات و الأحاديث التافهة ؟؟... بعد أن تجلس على مكتبك هل تعمل حقا و تضع لنفسك هدف ان تنتهى من قدر معين اليوم ام أنك تتكاسل و تترك الأمر للصدفة أو لمزاجك الشخصي؟؟...إذا رأيت خطأ يرتكب في العمل من زملاء آخرين(رشوة او تقصير أو أي شئ)...هل تمنعهم؟؟هل تبلغ عنهم إذا ارتكبوا الخطأ؟؟ أم تسكت و تقول و انا مالي و تلعن حال البلد في اليوم التالي؟!!....تعود للمنزل و في طريق عودتك تذهب لشراء سلعة ما... إذا وجدت سعر السلعة زاد...هل تشتريها فورا أم تمتنع كنوع من الاعتراض(خاصة إذا كانت سلعة غير ضرورية)؟؟نفس الأمر بالنسبة لسيارات الاجرة(تاكسي أو ميكروباص)..هل تدفع الأجرة المطلوبة مهما كانت ام تعترض و تدفع الاجرة المقررة رسميا؟؟(نعم...هناك اجرة مقررة رسميا للميكروباص)؟؟ إذا تكرر الامر و طلب منك اجرة مبالغ فيها..هل تدفع ام تستمر في الاعتراض؟؟...هل تحترم الأخرين و تعملهم بالحسنى ام تظل طوال الطريق متحفز و متاهب و متنمر و مستعد لمعركة لأتفه سبب؟؟ .. هل تحترم أي امرأة في الطريق أم تتعامل مع الغير محجبة على انها عاهرة و مع المحجبة على أنها منافقة ؟؟!! هل تتذكر أمك و أختك و زوجتك عندما تنظر لامرأة نظرة مريبة أو تتحرش بها؟؟......بعد وصولك للمنزل...هل تكون مثلا أعلى و قدوة لأبنائك في الأمانة و الاجتهاد و عدم السكوت عن الخطأ؟؟ أم تطلب منهم التفوق و الأمانة و الصدق و انت لست قدوة حسنة لهم؟؟
و انت ايها الطالب..هل تذهب للجامعة او حتى المدرسة و تضع في رأسك الاجتهاد حتى تتميز فيتم قبولك في الوظيفة التي تتمناها؟؟ أم تقضي نصف وقتك متهما النظام التعليمي بالقصور و التخلف؟؟...هل تجتهد ام يكون هدفك جذب الفتيات حولك؟؟ هل تجتهد ام تهتم بأحدث الموبايلات و اجدد الرنات؟؟
,و انت يا سيدتي...هل ريت أبنائك على القيم و المبادئ أم تركتيهم يفسدوا في الأرض و في النهاية تلعني الزمن ؟؟ هل حافظت على احترام ابنتك و اخترتي لها ملابسها المحترمة أم تركتيها على حريتها و بكيت حينما تعرضت للاغتصاب او التحرش؟؟
سلبيات كثيرة جدا اجتمعت في زمن واحد فأصبح حالنا كما هو الآن...تعالوا نبدأ فورا التغيير...كل واحد منا يبدأ بنفسه و يحث شخصين غيره على ذلك و سيحدث فارق كبير...تعالوا نفعل اي شيء ايجابي...لن نخسر شيئا...على الأقل سنكسب احترامنا لأنفسنا و قد ينصلح الحال بالفعل..تعالوا ننوي و نفعل ما علينا ولا نفكر في النتائج!!..
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق