11‏/04‏/2010

" فليتضخم الجحش "

من المؤكد أن عدد لا بأس به من مستمعي إذاعة نجوم fm  قد مر عليه هذه العبارة "فليتضخم الجحش" ... 
لكن لمن لا يعلم: هذه الجملة قد أبدعها "حسن حامد" خبير الكمبيوتر الذي يطل علينا عبر الإذاعة لحل مشاكل المستمعين مع التكنولوجيا الحديثة و كده يعني..
المهم أنني كنت أستمع له بالصدفة .. فقالت المذيعة : " مجموعة كبيرة من الناس بتسأل عن سر الجملة دي (فليتضخم الجحش) و اللي بتكتبها كتير على الفيسبوك"
ضحك "حسن" ضحكة من القلب  و بدأ في فك طلاسم اللغز المحير قائلا: " كان فيه زمان كرتون .. تقريبا مازنجر او حاجه زي كده .. و كان البطل بيقول فيه (فليتضخم الوحش) ... فحرفتها إلى (فليتضخم الجحش) .. و هي جملة لا معنى لها" انتهى التفسير ... طبعا الراجل لا عيب فيه .. لم يخطئ في شئ .. بل على العكس .. هو إنسان يسعى إلأى التميز و الاختلاف .. يسعى إلى البعد عن الشكل النمطي في الحياة و الكلام .. يحاول رسم شخصية مختلفة لنفسه ... او يعني يعمل لنفسه "كاراكتر" مميز!

لكن المأساة في هؤلاء الغلابة .. الذين انبهروا و اندهشوا و تعجبوا و تساءلوا عن سر تلك الجملة .. بينما لم يحاولوا فعل شئ مماثل ...
لا أريد منك عزيزي القارئ أن تقول الآن "ايه التفاهة دي ؟! يعني انا لما اقول اي كلام فاضي ابقى مميز و حلو" 
... بالطبع لا .. ليست المسألة نكتة او كلمة او صورة .. هي مسألة مبدأ و طريقة تفكير... هل حاولت ان تتميز في شئ ما أم أنك تحاول أن تكون مجرد نسخة من ذلك الممثل أو تلك المغنية أو هذا اللاعب الشهير؟؟
هل حاولت أن تفكر بطريقة مختلفة؟؟ ... هل جربت أن تتلقى ما يقدم لك من معلومات أو أخبار بعقل يفكر قبل أن يسلّم بصحة ما يتلقاه؟؟
هل توقفت مرة عند إشاعة ما و حاولت التأكد منها أو التفكير في مدى جديتها و المنطق فيها؟؟

هل جربت أن تخرج من الصندوق ؟؟ .. هل جربت أن تخرج من تلك الغرفة المظلمة المملؤة عن آخرها بالأيقونات القديمة المكررة التي تعدت أن تكون "سكند هاند" و طالتها آلاف الأيدي من قبل؟؟
هل حاولت أن تجد أيقونة جديدة .. مميزة .. لا ضرر منها ولا عيب فيها؟؟

ربما يعتبرها البعض مبالغة مني .. لكنني أجزم أن أزمتنا كشباب هي أننا رضينا أن نسير داخل القطيع .. بلا تفكير .. بلا تغيير .. بلا رغبة في الإبداع و التميز.

فين دماغنا؟؟
لماذا نرضى أن نكون مجرد نسخ مكررة ؟؟ .. نسخ ستختفى و لن يتذكرها أحد .. سيذكروا فقط الأصل .. الرائد .. الأول!
اتركوا بصمة في هذا العالم قبل أن تغادروه !
بصمة يذكركم بسببها أهل هذا العالم ..
و لكم الخيار..
إما بصمة يلعنكم بسببها الناس
أو بصمة ترفعكم درجات وسط البشر.

 

و ليتضخم الجحش إلى أن يصبح وحش !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق