استيقظ على صوت زوجته تصرخ في وجه ابنه الأكبر بقوة .. فتح عينيه و نظر إلى الساعة وانتفض من مكانه و قام بتبديل ملابسه على عجل .. ثم هم بالخروج و مازالت زوجته تصرخ و تشتكي من فساد الابن و فشله و نقص تربيته و تتعجب و تتساءل عن مصدر هذا الفساد و الفشل ... و ما أن وقت عيناها على الزوج بادرها الزوج بالتوبيخ على عدم إيقاظه مبكرا ... ثم ارتدى حذاءه و خرج.
بعد رحلة في المواصلات العامة المختلفة وصل إلى مقر عمله .. إحدى المصالح الحكومية التي يتعامل معها الآلاف لإنهاء إجراءات و معاملات روتينية مختلفة.
بعد التوقيع في سجل الحضور ،و بعد تحية كل من قابله في الطريق إلى كتبه .. طلب من الساعي أن يجلب إفطارا له و لزملائه .. جاء الإفطار و و بعد أن أنهاه أشعل سيجارة و انتهى من تدخينها ، ثم قام بفتح الشباك الذي كان خلفه طابور طويل من المنتظرين لدورهم في إنهاء ما جاءوا من أجله.
بدأ العمل .. و قام بالتعامل مع أول الواقفين بسهولة و يسر و انهى ما يريد سعيدا متبشرا .. و هكذا حدث مع الثاني و الثالث و الرابع .. و بعد مرور عشرون دقيقة من بدء العمل بدأ الرجل يشعر بالملل و الضيق ... يتأفف .. ينظر حوله بلا هدف .. ثم جاء الدور على رجل في العقد السادس من العمر تظهر ملامح السن على وجهه بوضوح .. التجاعيد والشعر الأبيض و كل الآثار التي يتركها الزمن على الإنسان .. قدم أوراقه للموظف الذي نظر إلى الاوراق و تصفحها أكثر من مرة ثم رفض إنهاء الإجراءات وأخبره أن يستكمل أوراقه من مصلحة حكومية أخرى و يعود مرة أخرى ... تعجب الرجل ولم يقتنع ،فقد أخبره الكثيرون من قبل أن الأمر لن يحتاج أكثر من عشر دقائق و ينتهي و لا يحتاج لأوراق أخرى ،و اشتكى للموظف من السن و المرض و أنه لن يستطيع بذل كل هذا الجهد و التنقل بين هذه المصلحة و تلك .. فصمت الموظف قليلا ثم قال أنه يمكن التغاضي عن ذلك إن أراد ... تعجب الرجل و تساءل و لماذا لم يتم الغاضي عنه من البداية؟ .. فردّ الموظف بأن ذلك غير قانوني و عليه أن يفهم أن التغاضي عنه خدمةَ منه .. فاحتار الرجل و ظل صامتا في مكانه لا يفهم ما يحدث .. فأشار عليه الواقف خلفه في الطابور أن يعطي الموظف " ورقة بخمسين" لإنهاء المسألة.
تسمر الرجل في مكانه و نظر إلى الموظف الذي علت وجهه ابتسامة باهتة .. ثم رحل في صمت.
بعد انقضاء يوم من العمل انصرف الموظف مع زميل له , و في طريقهما اشتكاه حال ابنه و أخبره عن أخلاق الابن التي تسوء باستمرار .. وأنه أرهقه المشاكل اليومية التي يقع فيها الابن و أرهقه عد القدرة على إصلاحه.. و أنه يندهش هو و أمه من تلك الأخلاق الفاسدة .. فكان رد زميله : "ربنا يهديه".
بعد رحلة في المواصلات العامة المختلفة وصل إلى مقر عمله .. إحدى المصالح الحكومية التي يتعامل معها الآلاف لإنهاء إجراءات و معاملات روتينية مختلفة.
بعد التوقيع في سجل الحضور ،و بعد تحية كل من قابله في الطريق إلى كتبه .. طلب من الساعي أن يجلب إفطارا له و لزملائه .. جاء الإفطار و و بعد أن أنهاه أشعل سيجارة و انتهى من تدخينها ، ثم قام بفتح الشباك الذي كان خلفه طابور طويل من المنتظرين لدورهم في إنهاء ما جاءوا من أجله.
بدأ العمل .. و قام بالتعامل مع أول الواقفين بسهولة و يسر و انهى ما يريد سعيدا متبشرا .. و هكذا حدث مع الثاني و الثالث و الرابع .. و بعد مرور عشرون دقيقة من بدء العمل بدأ الرجل يشعر بالملل و الضيق ... يتأفف .. ينظر حوله بلا هدف .. ثم جاء الدور على رجل في العقد السادس من العمر تظهر ملامح السن على وجهه بوضوح .. التجاعيد والشعر الأبيض و كل الآثار التي يتركها الزمن على الإنسان .. قدم أوراقه للموظف الذي نظر إلى الاوراق و تصفحها أكثر من مرة ثم رفض إنهاء الإجراءات وأخبره أن يستكمل أوراقه من مصلحة حكومية أخرى و يعود مرة أخرى ... تعجب الرجل ولم يقتنع ،فقد أخبره الكثيرون من قبل أن الأمر لن يحتاج أكثر من عشر دقائق و ينتهي و لا يحتاج لأوراق أخرى ،و اشتكى للموظف من السن و المرض و أنه لن يستطيع بذل كل هذا الجهد و التنقل بين هذه المصلحة و تلك .. فصمت الموظف قليلا ثم قال أنه يمكن التغاضي عن ذلك إن أراد ... تعجب الرجل و تساءل و لماذا لم يتم الغاضي عنه من البداية؟ .. فردّ الموظف بأن ذلك غير قانوني و عليه أن يفهم أن التغاضي عنه خدمةَ منه .. فاحتار الرجل و ظل صامتا في مكانه لا يفهم ما يحدث .. فأشار عليه الواقف خلفه في الطابور أن يعطي الموظف " ورقة بخمسين" لإنهاء المسألة.
تسمر الرجل في مكانه و نظر إلى الموظف الذي علت وجهه ابتسامة باهتة .. ثم رحل في صمت.
بعد انقضاء يوم من العمل انصرف الموظف مع زميل له , و في طريقهما اشتكاه حال ابنه و أخبره عن أخلاق الابن التي تسوء باستمرار .. وأنه أرهقه المشاكل اليومية التي يقع فيها الابن و أرهقه عد القدرة على إصلاحه.. و أنه يندهش هو و أمه من تلك الأخلاق الفاسدة .. فكان رد زميله : "ربنا يهديه".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق