لست خبيرا إعلاميا أو حتى درست الإعلام .. لكنني مصري يهتم بأحوال مصر و يراقبها و يحاول أن يصل إلى الحقيقة .. و اضمحلال الإعلام المصري بشكل عام و الدعاية الحكومية المصرية بشكل خاص واضح وضوح الشمس لأبسط الناس , و الأمر لا يحتاج إلى خبير إعلامي حتى نتيقن أن الدعاية المصرية الحكومية في قمة السلبية و التقليدية و الفشل.
الفشل الذريع في الدعاية المصرية ظهر في عدة مواقف و أكثر من أزمة .. و المشكلة أن النظام الإعلامي المصري خاصة الحكومي ظن القائمون عليه أن تطور الإعلام و قوته تأتي من التطور التكنولوجي فقط فدعموا كل القنوات المصرية الحكومية بعوامل الإبهار و التكنولوجيا و الفواصل و التنويهات المتطورة و الاستوديوهات... إلخ , و نسوا - أو ربما أنهما لا يعلمون اصلا - أن الإعلام وسيلة تثقيفية و دعائية إلى جانب كونها ترفيهية أيضا.
بل إنهم في الإعلام الحكومي مازالوا يظنوا أن مصر هي الرائدة إعلاميا بين الدول العربية، بينما الحقيقة أصبحت غير ذلك . و إلا فما تفسير عدم قدرة القنوات المصرية منافسة مثيلاتها العربية في الحصول على حقوق بث الأحداث الكبرى و التي تستحوذ عليها قنوات عربية أخرى؟
أعود و أتحدث عن الموضوع الأساسي و هو الدعاية بشكل خاص, فالحكومة المصرية في الفترة الأخيرة متمثلة في جهات مختلفة دخلت في أكثر من معركة إعلامية و خسرتها جميعا,و كان الفشل ذريعا و يمثل فضيحة للإعلام المصري و كشف واضح لعورته!
و بغض النظر عن كون سياسة الحكومة أو رؤيتها لكل أزمة من تلك الأزمات صحيحة أو خاطئة فإنها في كل الأحوال لم تستطع أن تدعم رأيها دعائيا و لم تستطع إقناع الأغلبية ... بينما جهات و دول أخرى تقنع العالم كله بنظريتها حتى لو كانت خاطئة و ملفقة 100% !
بداية بأحداث مباراتي مصر و الجزائر في تصفيات كأس العالم و مرورا بقضية غزة و الجدار و قافلة شريان الحياة و أخيرا أزمة احتكار قنوات الجزيرة الرياضية حق إذاعة مباريات كأس أمم أفريقيا.
في أحداث المباراتين الشهيرتين .. كانت الفكرة التي كونها المتابعون في أوروبا خصوصا أن مصر تبحث عن تبريرات للهزيمة و لم يحدث شئ مما يقوله المصريون و لهم الحق .. فلم يصلهم إلا واقعة الاعتداء "المزيف" على حافلة الفريق الجزائري في القاهرة!
أما عن صورتنا أمام المتابع العربي فتشوهت بقوة بسبب كم الشتائم و الألفاظ التي تم توجيهها للجزائر , إلى جانب التهديد والوعيد بالرد و هو ما لم يحدث حتى الآن!
ثم جاءت أزمة القافلة والتي لم يصل للعالم عنها إلا أن مصر تمنع نشطاء سلام و متعاطفين مع غزة من مساندتها , و انتشرت مشاهد اعتداء قوات الأمن المصري عليهم , و لم يصل للعالم أي صورة غير ذلك و لو حتى بالكذب.
و أخيرا مشكلة الجزيرة الرياضية التي أراد الخطاب الإعلامي المصري أن يصبغها بصبغة سياسية و يستغل السمعة السيئة للجزيرة الإخبارية لدى المصريين ليقنعهم أن الجزيرة تتعنت مع مصر و أنها تبالغ في مطالبها المالية حتى لا تمنح حقوق بث المباريات لمصر.
و جاءت الصفعة القوية من جانب الجزيرة فعرضت المباراة على قناتها المفتوحة و تفننت في التودد للجمهور المصري بالكليبات و الأغاني و ... و النجم حازم إمام ..... فكسبت مكاسب لا حصر لها أهمها الدعاية للقناة و مقدميها و معلقيها و محلليها , و كسب بعض من التعاطف من المصريين , و بالطبع ذهبت كل الإعلانات التي كانت ستعرض على التليفزيون المصري إلى الجزيرة, بينما خرج التليفزيون المصري بمظهر
"الكذاب الخايب" الذي كذب الكذبة و لم يتقنها!
و إلى جانب التعامل مع الازمات فإن أيضا الإعلام الحكومي لا يستطيع منذ عشرات السنين أن يجمع المصريون على شئ إلا كرة القدم رغم أن ذلك لا يحتاج منه مجهودا أصلا لأن بطبيعة الحال الكرة تجري في دماء المصريين!
لا يستطيع الإعلام الحكومي أن يسوق أي حملة قومية ! .. بل إن أي حملة قومية تصبح مادة للسخرية و الاستهزاء من جانب المصريين.. بداية بـ" احسبها صح تعيشها صح" و نهاية بـ"وقفة مصرية"!!
بل إن الإعلام الحكومي نفسه لا يستطيع أن يعرض الإيجابيات الموجودة في مصر ولا يعرض الإنجازات إلا في أوقات بعيدة كل البعد عن أوقات ذروة المشاهدة.
آلة الدعاية الحكومية بشكل عام لا تستطيع ان تخلق قضية أو هدف يحترمه الشعب و يؤيده و يسير خلفه. رغم أن ما لدى الحكومة المصرية من إمكانيات دعائية يكفي لدفع الشعب دفعا في الاتجاه الذي تريده!
ربما يتعجب من يقرا ما سأقول .. لكنني أكاد أجزم أن مشكلة مصر .. تلك المشكلة السياسية لاقتصادية الاجتماعية الداخلية الخارجية .. مشكلة دعائية إعلامية بحتة!
فالمواطن لا يثق في الحكومة و بالتالي يتعامل معها بمبدأ المصلحة .. فيتجاوب مع حملات مكافحة الأمراض .. بينما يسخر من حملات المحافظة على القطارات مثلا.
ثقة المواطن في الحكومة لن تأتي من فراغ , و لكنها تحتاج لعمل دؤوب من الحكومة حتى تكتسب تلك الثقة, و غير مطلوب من المواطن أن يثق فيها بينما هي لا تسعى لكسب هذه الثقة.
و يكفي أن أضرب مثلا بما قاله علاء مبارك بعد أزمة المباراة الشهيرة و كيف تعامل المصريون معه و كيف كانوا مستعدون في ذلك الوقت لتنفيذ أي أوامر بلا تردد بجرد أن تأمر الحكومة!
الفشل الذريع في الدعاية المصرية ظهر في عدة مواقف و أكثر من أزمة .. و المشكلة أن النظام الإعلامي المصري خاصة الحكومي ظن القائمون عليه أن تطور الإعلام و قوته تأتي من التطور التكنولوجي فقط فدعموا كل القنوات المصرية الحكومية بعوامل الإبهار و التكنولوجيا و الفواصل و التنويهات المتطورة و الاستوديوهات... إلخ , و نسوا - أو ربما أنهما لا يعلمون اصلا - أن الإعلام وسيلة تثقيفية و دعائية إلى جانب كونها ترفيهية أيضا.
بل إنهم في الإعلام الحكومي مازالوا يظنوا أن مصر هي الرائدة إعلاميا بين الدول العربية، بينما الحقيقة أصبحت غير ذلك . و إلا فما تفسير عدم قدرة القنوات المصرية منافسة مثيلاتها العربية في الحصول على حقوق بث الأحداث الكبرى و التي تستحوذ عليها قنوات عربية أخرى؟
أعود و أتحدث عن الموضوع الأساسي و هو الدعاية بشكل خاص, فالحكومة المصرية في الفترة الأخيرة متمثلة في جهات مختلفة دخلت في أكثر من معركة إعلامية و خسرتها جميعا,و كان الفشل ذريعا و يمثل فضيحة للإعلام المصري و كشف واضح لعورته!
و بغض النظر عن كون سياسة الحكومة أو رؤيتها لكل أزمة من تلك الأزمات صحيحة أو خاطئة فإنها في كل الأحوال لم تستطع أن تدعم رأيها دعائيا و لم تستطع إقناع الأغلبية ... بينما جهات و دول أخرى تقنع العالم كله بنظريتها حتى لو كانت خاطئة و ملفقة 100% !
بداية بأحداث مباراتي مصر و الجزائر في تصفيات كأس العالم و مرورا بقضية غزة و الجدار و قافلة شريان الحياة و أخيرا أزمة احتكار قنوات الجزيرة الرياضية حق إذاعة مباريات كأس أمم أفريقيا.
في أحداث المباراتين الشهيرتين .. كانت الفكرة التي كونها المتابعون في أوروبا خصوصا أن مصر تبحث عن تبريرات للهزيمة و لم يحدث شئ مما يقوله المصريون و لهم الحق .. فلم يصلهم إلا واقعة الاعتداء "المزيف" على حافلة الفريق الجزائري في القاهرة!
أما عن صورتنا أمام المتابع العربي فتشوهت بقوة بسبب كم الشتائم و الألفاظ التي تم توجيهها للجزائر , إلى جانب التهديد والوعيد بالرد و هو ما لم يحدث حتى الآن!
ثم جاءت أزمة القافلة والتي لم يصل للعالم عنها إلا أن مصر تمنع نشطاء سلام و متعاطفين مع غزة من مساندتها , و انتشرت مشاهد اعتداء قوات الأمن المصري عليهم , و لم يصل للعالم أي صورة غير ذلك و لو حتى بالكذب.
و أخيرا مشكلة الجزيرة الرياضية التي أراد الخطاب الإعلامي المصري أن يصبغها بصبغة سياسية و يستغل السمعة السيئة للجزيرة الإخبارية لدى المصريين ليقنعهم أن الجزيرة تتعنت مع مصر و أنها تبالغ في مطالبها المالية حتى لا تمنح حقوق بث المباريات لمصر.
و جاءت الصفعة القوية من جانب الجزيرة فعرضت المباراة على قناتها المفتوحة و تفننت في التودد للجمهور المصري بالكليبات و الأغاني و ... و النجم حازم إمام ..... فكسبت مكاسب لا حصر لها أهمها الدعاية للقناة و مقدميها و معلقيها و محلليها , و كسب بعض من التعاطف من المصريين , و بالطبع ذهبت كل الإعلانات التي كانت ستعرض على التليفزيون المصري إلى الجزيرة, بينما خرج التليفزيون المصري بمظهر
"الكذاب الخايب" الذي كذب الكذبة و لم يتقنها!
و إلى جانب التعامل مع الازمات فإن أيضا الإعلام الحكومي لا يستطيع منذ عشرات السنين أن يجمع المصريون على شئ إلا كرة القدم رغم أن ذلك لا يحتاج منه مجهودا أصلا لأن بطبيعة الحال الكرة تجري في دماء المصريين!
لا يستطيع الإعلام الحكومي أن يسوق أي حملة قومية ! .. بل إن أي حملة قومية تصبح مادة للسخرية و الاستهزاء من جانب المصريين.. بداية بـ" احسبها صح تعيشها صح" و نهاية بـ"وقفة مصرية"!!
بل إن الإعلام الحكومي نفسه لا يستطيع أن يعرض الإيجابيات الموجودة في مصر ولا يعرض الإنجازات إلا في أوقات بعيدة كل البعد عن أوقات ذروة المشاهدة.
آلة الدعاية الحكومية بشكل عام لا تستطيع ان تخلق قضية أو هدف يحترمه الشعب و يؤيده و يسير خلفه. رغم أن ما لدى الحكومة المصرية من إمكانيات دعائية يكفي لدفع الشعب دفعا في الاتجاه الذي تريده!
ربما يتعجب من يقرا ما سأقول .. لكنني أكاد أجزم أن مشكلة مصر .. تلك المشكلة السياسية لاقتصادية الاجتماعية الداخلية الخارجية .. مشكلة دعائية إعلامية بحتة!
فالمواطن لا يثق في الحكومة و بالتالي يتعامل معها بمبدأ المصلحة .. فيتجاوب مع حملات مكافحة الأمراض .. بينما يسخر من حملات المحافظة على القطارات مثلا.
ثقة المواطن في الحكومة لن تأتي من فراغ , و لكنها تحتاج لعمل دؤوب من الحكومة حتى تكتسب تلك الثقة, و غير مطلوب من المواطن أن يثق فيها بينما هي لا تسعى لكسب هذه الثقة.
و يكفي أن أضرب مثلا بما قاله علاء مبارك بعد أزمة المباراة الشهيرة و كيف تعامل المصريون معه و كيف كانوا مستعدون في ذلك الوقت لتنفيذ أي أوامر بلا تردد بجرد أن تأمر الحكومة!
نحن شعب عاطفي ، لدينا إمكانيات أسطورية لكنها تحتاج للشحن العاطفي باستمرار .. هذا هو ما تفطنت له الحكومة أيام الثورة فتم بناء السد العالي .. بينما اختفى ذلك تماما في العصر الحالي فأصبح الحال هو الحال ... و هذا موضوع آخر له وقته!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق